تعرّف على الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لحماية بياناتك وخصوصيتك خاصة في مواقع برامج الولاء برنامج الولاء، البيانات،

كيف تحمي نفسك من أخطار جمع البيانات في برامج الولاء؟


من قبل  سارة غبار , ضيف مساهم.

في الآونة الأخيرة ، كانت اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وتأثيرها على سياسات حماية البيانات الشخصية من أبرزأخبار أسواق العمل الدولية، فقد أدى إنتشار هذه اللوائح إلى زيادة الوعي لدى العملاء بشؤون إدارة بياناتهم الشخصية. قد كشفت دراسة من IBM في عام ٢٠١٨ أن ما يقارب ٦٠ ٪ من المنظمات المشاركة بالاستطلاع تقبلت اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) ومن خلالها حسنت استراتيجيات إدارة البيانات لديهم. في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أوائل الدول التي أصدرت قوانين تختص بلوائح الخصوصية وجمع البيانات ولكن مدى تشابهها مع قوانين اللائحة العامة لحماية البيانات لا يزال غير دقيق. 

بالرغم من ذلك، فإن مخاطر جمع البيانات تتواجد في الشرق الأوسط أيضاً، فكيف يستطيع المستخدم حماية خصوصيته؟

١. كن مدرك بالمعلومات التي تشاركها مع أي شركة:




عند التسجيل في برامج الولاء قد يلاحظ المستخدم أنه ليس ملزماً بتعبئة جميع المعلومات المطلوبة، خصوصاً إذا كان لديه شكوك بما يخص بعض المعلومات كالعنوان مثلاً. يحق للمستهلك إعطاء فقط ألحد الأدنى من المعلومات مثل الإسم، البريد  الإلكترنى أو رقم الهاتف دون سواه. عندما تتشارك هذه المعلومات مع جهات خارجية، يمكن أن تجعل المستخدم جزءًا من بعض مخططات الإعلانات المستهدفة. من المفضل أن يحتفظ المستخدم بالمواقع وبرامج الولاء التي قام بزيادة المعلومات فيها، وذلك يسهل عليه الانسحاب من هذه الاشتراكات مستقبلا إذا أراد.


٢. قراءة سياسة الخصوصية للشركة: 




أن فكرة قراءة صفحات السياسات والأنظمة لا تبدو جذابة للغاية ومع ذلك، قبل أن يقوم العميل بالتسجيل في أي برنامج ينصح أن يتفقد سياسة الخصوصية في الشركة لمعرفة ما تفعله بهذه البيانات، إلى متى تحتفظ بها ومع من قد تشاركها. ينطبق هذا بشكل خاص على التطبيقات التي تحمل على الهواتف الخاصة؛ من المفضل أن يعرف المستخدم حاجتهم الى الوصول إلى الموقع (Location)، ألبوم الصور  (Gallery)أو قائمة بيانات الاشخاص (Contacts). مع العلم أن معظم الشركات لا تذكر بوضوح أي نوع من البيانات تجمعها ولأي غرض، فإنها تشير إلى ذلك بعبارات غامضة مثل "تجربة أفضل للعملاء"؛ وهذا قد يعني استخدام المعلومات لاغراض تسويقية غير معلنة او احصائات خاصة بالعملاء. 

مثال على ذلك قصة السلسلة الامريكية Target وكيف تم الإستنتاج أن فتاة مراهقة كانت حاملاً قبل أن يعلم والدها من خلال عاداتها  الشرائية ! تحتفظ Target بسجل لمشتريات العملاء كاملا بالإضافة إلى معلومات ديموغرافية قاموا بجمعها شخصيًا أو حصلوا عليها من مصادر أخرى. من خلال هذه المعلومات، تمكن الإحصائيون في Target من استنباط نمط معين من عادات الشراء التي يمكن أن تساعدهم في تحديد العملاء من النساء الحوامل ومعرفة مرحلة الحمل؛ وبناءً على هذا يرسلون إعلانات مستهدفة عن منتجات الأطفال وهذا قد يربك بعض العملاء خاصة اذا لم يقوموا شخصيا بالتسجيل في برنامج Target Babies المخصص للحوامل.


٣. البحث عن وسطاء البيانات وإلغاء الاشتراك


يعد وجود ‘وسطاء البيانات’ مفهومًا غير شائع في الشرق الأوسط، ولا يدرك العديد من مستخدمي الإنترنت أن أبسط طلب على محرك بحث قد يتم تسجيله واستخدامه من وسطاء البيانات. علاوة على ذلك، فإن غياب سياسات الخصوصية في منطقة الشرق الأوسط يجعلنا هدفًا سهلاً لهذه الشركات. سواء كان المستخدم يتصفح الويب أو يتسوق عبر الإنترنت، فهناك أسواق بقيمة ٢٠٠ مليار دولار تتداول في هذه البيانات. تهتم شركات البيع بالتجزئة بشكل خاص بهذا النوع من المعلومات فهي تعتمد على وسطاء البيانات لجمع معلومات اضافية عن العملاء المنتسبون لبرامج الولاء أو لتحديد عملاء جدد يمكن للشركة ان تتواصل معهم. قد تساعدهم هذه المعلومات على فهم عملائهم وتعديل استراتيجيتهم التسويقية لارضائهم. للاسف فان الوصول إلى وسطاء البيانات وضمان حذف المعلومات ليس بالامرالسهل ومع ذلك، الموضوع يستحق المحاولة!


٤. ضبط إعدادات الخصوصية للحسابات الاجتماعية 



هذه هي أسهل طريقة لحماية المعلومات الشخصية! في موقع فيسبوك Facebook مثلا وبعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، يمكن ضبط إعدادات الخصوصية لإيقاف المشاركة أو البيع إلى تطبيقات خارجية. يجب أن يخضع كل مستخدم لهذا التجربة  للتأكد من أنه على الأقل يدرك إمكانيات مشاركة معلوماته. تختار معظم الشركات اليوم في الشرق الأوسط حفظ و مشاركة بيانات عملائها تلقائيا و أحيانا دون إمكانيات الإختيار بسبب عدم وجود قوانين واضحة في المنطقة تتعلق ببيانات المستخدم.


٥. انشاء عنوان بريد إلكتروني ثانوي




ينصح بانشاء عنوان بريد إلكتروني ثاني يمكن استخدامه لبرامج الولاء والاشتراكات الأخرى عبر الإنترنت. يتيح ذلك عزل البريد الإلكتروني الشخصي أو الخاص بالعمل وحماية أي معلومات خاصة قد يتم سرقتها إذا شورك هذا البريد الإلكتروني مع جهة خارجية دون علم المستخدم.


حماية البيانات هي معادلة ثنائية ؛ تحتاج الشركات إلى إستراتيجية واضحة لكيفية استخدام هذه البيانات وأعلام المستخدمين أين ومتى تستخدم هذه المعلومات كما يحق للمستخدمين التحكم في هذا القرار. من المهم أيضًا لبرامج الولاء أن تتذكرالهدف الرئيسي من جمع البيانات وهو تعزيز تجربة المستهلك مع الشركة وكسب ثقته، فإن المستهلكون المستعدون للكشف عن بيانات إضافية بأنفسهم يتوقعون فوائد زائدة من برنامج الولاء



آخر تحديث  29 سبتمبر 2019