وفقًا لتقرير PWC حول تأثير شركات الفنتك على القطاع المصرفي، فإن ٢٨ ٪ من الأعمال المصرفية وقنوات الدفع معرضة لخطر الخسارة في العائدات في عام ٢٠٢٠ بسبب شركات الفنتك الناشئة. تؤثر مؤسسات الفنتك على الصناعة في مجالات مثل المدفوعات، تحويل الأموال والقروض الشخصية. TransferWise هي أحد الشركات الناشئة التي أبتكرت للعملاء محفظة إلكترونية للتداول الفوري من هواتفهم المحمولة وبرسوم أقل بكثير من البنوك، مما يحد من استخدام التطبيقات المصرفية لمثل هذه الخدمات.
يتمثل التحدي الرئيسي الذي تواجهه الخدمات المصرفية التقليدية في تحديد معايير"رقمية" عالية وتوقعات جديدة من العملاء. في هذا العصر الرقمي، يطلب العملاء الراحة وبالتالي تحاول البنوك أن تغير خدماتها الى المنصات الرقميًة لتقديم تجربة ناجحة للعملاء عبر جميع القنوات. في الواقع، لم يعد العملاء بحاجة إلى البنوك بالمعنى التقليدي الودائع والمدخرات، ولكنهم يبحثون عن الخدمات المصرفية لتسهيل المدفوعات والتحويلات. مع وجود العديد من المنتجات المعروضة وأرث رقمي للبناء عليه، أصبح التحول إلى التكنولوجيا الرقمية بأسرع ما يمكن وتقديمها بنفس المستوى يعني أن البنوك إما تندفع في العملية وتتنازل عن الجودة، أو تتروي وتفوت فرصة كونها أول من يجذب جيل التكنولوجيا. من خلال إطلاق محفظة PayIt الرقمية للهاتف المحمول يحاول بنك أبو ظبي الأول (FAB) اتباع نهج جديد في هذا القطاع، PayIt هو منتج تم تطويره وإطلاقه كفنتك بدلاً من منتج إضافي من قبل البنك، سيحدد الوقت ما إذا كانت هذه الاستراتيجية تنافسية بدرجة كافية.
التحدي الآخر الذي يواجه معظم البنوك خصوصا في الشرق الأوسط هو توفير الاستثمار المطلوب لتطوير حلول رقمية يمكنها المنافسة مع الحلول الاخرى الرائدة. من غير المنطق أن تكون عمليات التحويل رقمية في حين أن خدمات فتح حسابات مصرفية جديدة لا يزال على الورق، لذلك تحتاج المؤسسة بأكملها إلى رقمنة. إن أي ابتكار جديد سيكلف البنوك الكبيرة ضعف ما قد يتطلبه من شركة الفنتك لتطويره، بسبب طريقة بناء البنوك وإشراك التكلفة على العديد من الأقسام. من ناحية أخرى، لا تحتاج شركات الفنتك إلى التحول إلى نظام رقمي، فهي تولد بدون هذا الإرث وبالتالي يمكنها القفز إلى تجربة مصرفية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يتم إنشاء غالبية الفنتك لمعالجة عمليات محددة كالتحويلات والدفع وما إلى ذلك، على عكس المؤسسات التي تملك جميع منتجاتها تحت غطاء واحد. العملاء على استعداد دائمًا للانتقال إلى طرق أخرى يمكن أن توفر الراحة مثل الحلول الرقمية.
أخيرًا، بالنسبة إلى رغبة البنوك في تبني تقنيات جديدة غالبًا ما تنتهي الابتكارات في عجلة الطحن بين بيروقراطية البنك وربما حتى يتم تعليقها قبل إطلاقها.أما شركات الفنتك فتستطيع تحمل تكاليف التجارب وتحديثات التطبيق وميزاته بشكل منتظم وسريع نظرًا لعدم وجود حاجة للموافقات من عدة جهات إدارية. على الرغم من أن العديد من المسؤولين التنفيذيين في البنك يتحدثون عن تبني الابتكارات، الحقيقة هي أن معظمهم يفضلون تبني نهج "أنا أيضًا" تجاه التقنيات الجديدة القائمة وانتظار نتائج متبني آخربدلاً من القيادة. أن عمليات طرح تقنيات جديدة تحتاج الى أبطال متعددين داخل المؤسسة وشهور لإنشاء ملف عمل لهذا تستغرق هذه المشاريع وقت أكثر.
وجد استطلاع أجرته عرب نت أن ٧٦٪ من عملاء البنوك في السعودية يستخدمون منصات رقمية و ٦٠٪ يستخدمون تطبيقات الإنترنت والهاتف المحمول. لذلك نرى أن المستهلكون موجودون بالفعل، والبنوك بحاجة إلى معرفة كيفية الوصول إليهم بسرعة أكبر. عادة ما تكون الشركات والاستحواذ هي الحل في مثل هذه الحالات، ومع ذلك، فإننا لم نر حتى الآن شراكة مثمرة بين البنوك وشركات الفنتك أو مبادرات الاستحواذ في الشرق الأوسط.